فصل: تفسير الآية رقم (4):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التسهيل لعلوم التنزيل



.تفسير الآية رقم (4):

{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)}
{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} معنى يفرق يفصل ويخلص، والأمر الحكيم أرزاق العباد وآجالهم، وجميع أمورهم في ذلك العام نسخ من اللوح المحفوظ في ليلة القدر، ليتمثل الملائكة ذلك بطول السنة القابلة، وقيل: إن هذا يكون ليلة النصف من شعبان وهذا باطل لما قدمنا.

.تفسير الآية رقم (5):

{أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)}
{أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ} مفعول بفعل مضمر على الاختصاص قاله الزمخشري، وقال ابن عطية نصب على المصدر، وقيل على الحال {مُرْسِلِينَ} إرسال الرسل عليهم السلام، وقيل: من إرسال الرحمة والأول أظهر.

.تفسير الآية رقم (10):

{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10)}
{فارتقب يَوْمَ تَأْتِي السمآء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} في هذا قولان أحدهما قول علي بن أبي طالب وابن عباس أن الدخان يكون قبل يوم القيامة يصيب المؤمن منه مثل الزكام، وينضج رؤوس الكافرين والمنافقين وهو من أشراط الساعة، ورَوَى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أول أشراط الساعة الدخان والثاني: قول ابن مسعود؛ إن الدخان عبارة عما أصاب قريشاً حين دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجدب، فكان الرجل يرى دخاناً بينه وبين السماء من شدّة الجوع. قال ابن مسعود: خمس قد مضين؛ الدخان واللزام والبطشة والقمر والردم.

.تفسير الآية رقم (11):

{يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11)}
{هذا عَذَابٌ أَلِيمٌ} يحتمل أن يكون من كلام الله تعالى، أو من قول الناس لما أصابهم الدخان، وهذا أظهر لأن ما بعده من كلامهم باتفاق فيكون الكلام متناسقاً.

.تفسير الآيات (13- 14):

{أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)}
{أنى لَهُمُ الذكرى} هذا من كلام الله تعالى، ومعناه استبعاد تذكير الكفار مع تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم، والواو في قوله: {وَقَدْ جَآءَهُمْ} واو الحال {رَسُولٌ مُّبِينٌ} يعني محمداً {وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ} أي يعلمه بشر.

.تفسير الآية رقم (16):

{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)}
{البطشة الكبرى} قال ابن عباس: هي يوم القيامة، وقال ابن مسعود: هي يوم بدر.

.تفسير الآيات (17- 21):

{وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (19) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21)}
{رَسُولٌ كَرِيمٌ} يعني موسى عليه السلام {أَنْ أدوا إِلَيَّ عِبَادَ الله} أن هنا مفسرة نائب مناب القول، وأدّوا فعل أمر من الأداء وعباد الله مفعول به وهم بنو إسرائيل، والمعنى أرسلوا بني إسرائيل كما قال في طه: {أرسل معنا بني إسرائيل} وقيل: عباد الله منادى، والمعنى أدّوا إليّ الطاعة والإيمان يا عباد الله، والأول أظهر {وَأَن لاَّ تَعْلُواْ} أي لا تتكبروا {بِسُلْطَانٍ} أي حجة وبرهان {أَن تَرْجُمُونِ} اختلف هل معناه الرجم بالحجارة أو السب والأول أظهر {فاعتزلون} أي اتركون وخلوا سبيلي.

.تفسير الآيات (23- 27):

{فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27)}
{فَأَسْرِ بِعِبَادِي} هذا أمر من الله لموسى عليه السلام والعباد هنا بنو إسرائيل أي أخرج بهم بالليل {إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ} إخبار أن فرعون وجنوده يتبعونهم {واترك البحر رَهْواً} أي ساكناً على هيئته وقيل: يابساً وروي أن موسى لما جاوز البحر أراد يضربه بعصاه فينطبق كما ضربه فانفلق، فقال الله له: اتركه كما هو ليدخله فرعون وقومه فيغرقوا فيه، وقيل: معنى رهوا سهلاً، وقيل: منفرجاً {وَعُيُونٍ} يحتمل أن يريد الخلجان الخارجة من النيل، وكانت ثم عيون في ذلك الزمان، وقيل يعني الذهب والفضة وهو بعيد {وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} فيه قولان المنابر والمساكن الحسان {وَنَعْمَةٍ} من التنعم بالأرزاق وغيرها {فَاكِهِينَ} أي متنعمين، وقيل: فرحين وقيل: أصحاب فاكهة.

.تفسير الآية رقم (28):

{كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28)}
{كَذَلِكَ} في موضع نصب أي مثل ذلك الإخراج أخرجناهم، أو في موضع رفع تقديره: الأمر كذلك {وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ} يعني بني إسرائيل حكاه الزمخشري والماوردي، وضعفه ابن عطية قال: لأنه لم يرو في مشهور التواريخ أن بني إسرائيل رجعوا إلى مصر في ذلك الزمان، وقد قال الحسن إنهم رجعوا إليها، ويدل على أن المراد بنو إسرائيل قوله في الشعراء: {وَأَوْرَثْنَاهَا بني إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 59].

.تفسير الآية رقم (29):

{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29)}
{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السمآء والأرض} فيه ثلاثة أقوال: الأول أنه عبارة عن تحقيرهم، وذلك إنه إذا مات رجل خطير قالت العرب في تعظيمه: بكت عليه السماء والأرض على وجه المجاز والمبالغة، فالمعنى أن هؤلاء ليسوا كذلك لأنهم أحقر من أن يبالى بهم. الثاني قيل: إذا مات المؤمن بكى عليه من الأرض موضع عبادته، ومن السماء موضع صعود عمله، فالمعنى أن هؤلاء ليسوا كذلك لأنهم كفار، أو ليس لهم عمل صالح: الثالث أن المعنى ما بكى عليهم أهل السماء ولا أهل الأرض، والأوّل أفصح وهو منزع معروف في كلام العرب {كَانُواْ مُنظَرِينَ} أي مؤخرين.

.تفسير الآية رقم (31):

{مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31)}
{مِن فِرْعَوْنَ} بدل من العذاب {عَالِياً} أي متكبراً.

.تفسير الآية رقم (32):

{وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32)}
{اخترناهم على عِلْمٍ} أي كنا عالمين بأنهم مستحقون لذلك {عَلَى العالمين} أي على أهل زمانهم {بَلاَءٌ مُّبِينٌ} أي اختبار.

.تفسير الآية رقم (34):

{إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34)}
{إِنَّ هؤلاء} يعني كفار قريش.

.تفسير الآية رقم (36):

{فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36)}
{فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا} خاطبت قريش بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على وجه التعجيز، رُوي أنهم طلبوا أن يُحْيِيَ لهم قصي بن كلاب يسألوه عن أحوال الآخرة.

.تفسير الآية رقم (37):

{أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37)}
{أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ} كان تبع ملك من حمير كان مؤمناً وقومه كفاراً، فذم قومه لوم يذمه، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أدري أكان تبع نبياً أو غير نبيّ، ومعنى الآية: أقريش أشدّ وأقوى أم قوم تبع والذين من قبلهم من الكفار، وقد أهكلنا قوم تبع وغيرهم لما كفروا فكذلك نهلك هؤلاء، فمقصود الكلام تهديد {والذين مِن قَبْلِهِمْ} عطف على قوم تبع: وقيل هو مبتدأ فيوف على ما قبله، والأول أصح.

.تفسير الآية رقم (38):

{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38)}
{لاَعِبِينَ} حال منفية ذكرت في الأنبياء.

.تفسير الآيات (41- 42):

{يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42)}
{يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى} المولى هنا يعم الولي والقريب وغير ذلك من الموالي {إِلاَّ مَن رَّحِمَ الله} استثناء منقطع إن أراد بقوله: {وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} الكفار، ومتصل إن أراد بذلك جميع الناس.

.تفسير الآيات (44- 45):

{طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45)}
{طَعَامُ الأثيم} أي الفاجر وهو من الإثم، وقيل: يعني أبا جهل فالألف واللام للعهد، والأظهر أنها للجنس فتعم أبا جهل وغيره {كالمهل} هو درديّ الزيت، وقيل ما يذاب من الرصاص وغيره.

.تفسير الآيات (47- 50):

{خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50)}
{فاعتلوه} أي سوقوه بتعنيف {ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الحميم} المصبوب في الحقيقة إنما هو الحميم وهو الماء الحار، ولكن جعل المصبوب هنا العذاب المضاف إلى الحميم مجازاً لأن ذلك أبلغ وأشد تهويلاً، وقد جاء الاصل في قوله في {يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم} [الحج: 19] {ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ العزيز الكريم} يقال هذا للكافر على وجه التوبيخ والتهكم به، أي كنت العزيز الكريم عند نفسك، وروي أن أبا جهل قال: ما بين جبليها أعز مني ولا أكرم. فنزلت الآية {تَمْتَرُونَ} تفتعلون من المرية وهو الشك.

.تفسير الآية رقم (51):

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51)}
{فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} قرأ نافع وابن عامر بضم الميم أي موضع إقامة، والباقون بفتحها أي موضع قيام والمراد به الجنة، والأمين من الأمن أي مأمون فيه، وقيل: من الأمنة وصف به المكان مجازاً.

.تفسير الآيات (53- 56):

{يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56)}
{مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} السندس الرقيق من الديباج والاستبرق الغليظ منه {كَذَلِكَ} في موضع رفع أي الأمر كذلك، أو في موضع نصب أي مثل ذلك زوّجناهم {يَدْعُونَ فِيهَا} أي يدعون خدامهم {إِلاَّ الموتة الأولى} استثناء منقطع، والمعنى لا يذوقون فيها الموت: قد ذاقوا الموتة الأولى خاصة قبل ذلك، ولولا قوله: {فِيهَا} لكان متصلاً لعموم لفظ الموت، وقيل: إلا هنا بمعنى بعد وذلك ضعيف.

.تفسير الآية رقم (58):

{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58)}
{يَسَّرْنَاهُ} أي سهلناه والضمير للقرآن {بِلِسَانِكَ} أي بلغتك وهي لسان العرب.

.تفسير الآية رقم (59):

{فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)}
{فارتقب إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ} أي ارتقب نصرنا لك وإهلاكهم، فإنهم مرتقبون ضدّ ذلك، ففيه وعد له ووعيد لهم.

.سورة الجاثية:

.تفسير الآية رقم (2):

{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)}
{تَنزِيلُ} ذكر في الزمر، وما بعد ذلك تنبيه على الاعتبار بالموجودات، وقد ذكر معناه في مواضع.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7)}
{وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} الأفاك مبالغة من الإفك وهو الكذاب، والأثيم من الإثم، وقيل: إنها نزلت في النضر بن الحارث ولفظها على العموم.

.تفسير الآية رقم (8):

{يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8)}
{يُصِرُّ} أي يدوم على حاله من الكفر، وإنما عطفه بثم لاستعظام الإصرار على الكفر؛ بعد سماعه آيات الله، واستبعاد ذلك في العقل والطبع.

.تفسير الآية رقم (9):

{وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9)}
{إِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا} أي بلغه منها شيء، ولم يرد العلم الحقيقي.

.تفسير الآية رقم (10):

{مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10)}
{مِّن وَرَآئِهِمْ جَهَنَّمُ} كقوله: {وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ}، وقد ذكر في [إبراهيم: 17].

.تفسير الآية رقم (13):

{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)}
{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض} يعني الشمس والقمر والملائكة وبني آدم والحيوانات والنبات وغير ذلك {جَمِيعاً مِّنْهُ} أي كل نعمة فمن الله تعالى، والمجرور في موضع الحال أو خبر ابتداء مضمر، وقرأ ابن عباس: منه.

.تفسير الآية رقم (14):

{قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)}
{قُل لِّلَّذِينَ آمَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ الله} أمر الله المؤمنين أن يتجاوزوا عن الكفار، ولا يؤاخذوهم إذا آذوهم، وكان ذلك في صدر الإسلام، قيل: إنها منسوخة بالسيف، وقيل: ليست بمنسوخة، لأن احتمال الأذى مندوب إليه على كل حال، وأما القتال على الإسلام فليس من ذلك: وروي: أن الآية نزلت في عمر بن الخطاب شتمه رجل من الكفار فأراد عمر أن يبطش به، وأيام الله هي نعمه، فالرجاء على أصله، وقيل: أيام الله عبارة عن عقابه، فالرجاء بمعنى الخوف ويغفروا مجزوم في جواب شرط مقدر دل عليه قل، قال الزمخشري حذف معمول القول، والمعنى: قل لهم اغفروا يغفروا {لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} فالع يجزي ضمير يعود على الله، وقرئ بنون المتكلم، وقال ابن عطية إن الآية وعيد، فالقوم على هذا هم الذين لا يرجون أيام الله ويكسبون يعني السيئات، وقال الزمخشري: القوم هم الذين آمنوا وجزاؤهم الثواب بما كانوا يكسبون بكظم الغيظ واحتمال المكروه.